Judul | البيوت في القرآن الكريم |
Penulis | سعدون جمعة حمادي الحلبوسي |
Pentahqiq | – |
Sampul | فني (Hard Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | دار الزمان |
Jilid | 1 (مجلد) |
Pembahasan | تفسير القرآن في البيوت |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن القرآن هو الروح الذي يؤنس المؤمن في رحلته الشاقة في هذه الحياة، والنور الذي يضيئ جوانب روحه والمعلم الذي يلقنه، والهادي الذي يبين له معالم الطريق. وإنه من دواعي سروري وفخري أن أكون من طلاب القرآن وممن يسهم في خدمة هذه الشريعة الغراء في علومها الناصعة البهية، وهذا فضل من الله تبارك وتعالى علي بأن وفقني للبحث في هذا العلم الجليل ((علم التفسير))، فكم كنت مولعا منذ الصغر للعيش في رحاب القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وتعلما وتعليما، وبفضل النصح والإرشاد اللذين أمدني بهما مرشدي وقدوتي الشيخ خليل محمد الفياض –حفظه الله- وهو يرشدنا إلى التدبر في قراءة القرآن وفهم المعاني الذي نقزله وذلك في كل مجلس يجمعنا به ويأمرني بأن أتلو عليه القرآن، وإن هذا التدبر لا يكون إلا بعد أن نقف عند كل كلمة بل عند كل حرف ونطلع إلى أسراره وإعجازه وبلاغته ولغته وإعرابه ومعانيه.
وكان هذا دافعا كبيرا لي أن أبحث في مصنفات علوم القرآن عن موضوع يلائم دراستي في قسم علوم القرآن، واستشرت أساتذتي ومشايخي الكرام.
فأرشدني الشيخ الدكتور مكي حسين الكبيسي –جزاه الله خيرا-إلى موضوع البيوت في القرآن الكريم.
ونعم ما اختاره فهو موضوع مهم له مساس كبير في حياة الناس ابتداء من بيوت العبادة إلى بيوت السكن، فبيوت العبادة لا يخفى على أحد مكانتها وأهميتها، في أحب البقاع إلى الله تعالى، وكانت القدسية الكبرى لهذه البقاع في مكة المكرة حيث بيت الله الحرام الذي كان له الذكر الأكبر في آيات العزيز فهو قبلة المسلمين ومحط أنظارهم وإليه تهوى أفئدتهم لأداء فريضة ربهم.
وأما بيوت السكن فهي نواة المجتمع، فما المجتمع إلا مجموعة بيوت تعيش أفرادها فيها، فهو بمنزلة القلب من الجسد فإذا صلح القلب صلح الجسد كله وإذا فسد القلب فسد الجسد كله، وكذلك البيوت إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع.
فالبيوع على أنواعها ما هي إلا ركن يبنى الفرد ويقومه ويجعله فردا صالحا عند الله وعند عباد الله، فلأهمية هذا الموضوع عقدت العزم بعد التوكل على الله-سبحانه وتعالى- أن يكون موضوع البيوت هو محور بحثي في رسالة الماجستير.
وقد عمدت إلى أن تكون الدراسة تحليلية لما في هذه الطريقة من مزايا خاصة، فهي تكشف عن الأبعاد الفكرية وللغوية والبلاغية مما يزيد الدارس تعمقا في فهم دقائق القرآن وأسراره.
والحقيقة أن هذه الطريقة في التفسير التي تعتمد على تناول الآيات ذات الموضوع الواحد، والهدف الواحد من الطرق المثلى التي تذاع للناس بقصد إرشادهم إلى ما تضمنه القرآت من أنواع الهداية ((فهي تمكن المفسر من علاج موضوعات عملية كثيرة، كل موضوع منها قائم بنفسه لا يتصل بسواه ولا يختلط بغيره، فيعرف الناس موضوعات القرآن بعناوينها الواضحة، ويعرفون صلة القرآن بحياتهم الواقعية: القرآن وأصول التشريع، القرآن والعلم، القرآن والأسرة، القرآن وأسلوب الإجتماع، القرآن والإقتصاد، القرآن والتضحية، والقرآن والبر، وهكذا …إلى آخر ما يمكن عرضه من موضوعات القرآن التي تعتبر بحق عمدا قوية في بناء الأمة ونهذتها..)
وحيث أني لم أقف على رسالة علمية تناولت هذا الموضوع بدراسة تحليلية مختصصة يرجع الناس إليها في أمور دينهم ودنياهم، فكان هذا مع ما تقدم من أسباب اختيار لهذا الموضوع.
فأسأل الله العظيم أن يكتب لهذا البحث المتواضع القبول، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وصلى الله على نبينا ما ذكره الذاكرون وسها وغفل غن ذكره الغافلون وسلم تسليما كثيرا.
المؤلف
سعدون جمعة حمادي الحلبوسي