Judul | المستصفى من علم الأصول |
Penulis | الإمام أبي حامد بن محمد الغزالي |
Pentahqiq | د. حمزة بن زهبر حافظ |
Sampul | فني (Hard Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | دار الهدي النبوي-دار الفضيلة |
Jilid | 2 (مجلدان) |
Pembahasan | أصول الفقه |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين…الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وكفى بها من نعمة، فبعث لنا سيد المرسلين وخاتمهم نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجنا من الظلمات إلى النور بإذن ربه، فكنا بذلك أسعد الناس وأكملهم، إذ سرنا على هدي كتاب ربنا وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهما عماد الإسلام ومنابعه، وأصول التشريع وروافده.
و الصلاة والسلام على نبينا محمد، خير الخلق وأكرمهم، أدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، نسير على هذا النور إلى كل خير وصلاح، ونعرف شرع الله تعالى فنمضي على الهدى…فجزاه الله تعالى عنا خير الجزاء…وجعلنا الله تعالى من أتباعه إلى يوم أن نلقاه، وجعلنا من رفقائه بعد أن نلقاه-صلاة دائمة، نرجو بها الأجر العظيم من الله تعالى.
وبعد…فإن العلم أصول الفقه من علوم هذه الشريعة الكاملة، وبه يتوصل إلى معرفة الأحكام الشرعية، التي هي الغاية المطلوبة، والثمرة المرجوة، وهو بالنسبة للقرآن والسنة، كالدلاء بالنسبة للآبار، فلا يستطاع استنباط الماء من البئر إلا بالدلو، كما لا يستطاع استنباط الحكم من القرآن والسنة إلا بعلم أصول الفقه.
ولذلك، كان لهذا العلم أهمية بالغة…فيه تنضبط الإجتهادات، وتنحصر الخلافيات، حيث ينظر كل مجتهد إلى دليل غيره، ويتبين به طرىق علمه، فيتوصل إلى معرفة الحق الواضح.
ولا شك أن قواعد هذ العلم تعمد اعتمادا كليا على النظر الصحيح، والفكر النير، والعقل المهتدي بالشرع، لتقرر وفق الأصول العقلية المتفق عليها…
ومن هنا، كان للميزان الذي خلقه الله تعالى الدور الكبير في وضع قواعد هذا العلم، وهذا الميزان هو الذي نسميه العقل.
ولا يزال كثير من الباحثين يذكر كلمة الإمام الغزالي في كلامه عن أهمية أصول الفقه، ومن ثم يصدرونها في أبحاثهم، حيث ينقلون قوله: “وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل، فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل، فلا هو تصرف بمحض التقليد، الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد”.
وإذا كان الباحثون يستدلون بقول الغزالي هذا، فهنا – في تقديم كتاب “المستصفى” محققا ومفهرسا – أحق أن يتبع.
وكتاب “المستصفى” للإمام محمد بن محمد بن الغزالي، من أركان علم أصول الفقه، ألفه مؤلفه على طريقة المتكلمين، أو بعبارة أخرى، على طريقة الشافعية، حيث يؤصلون القاعدة ويقيمون عليها الدليل، ولايذكرون الفروع التي ارتبطت بهذه القاعدة إلا يسيرا، وكان الأحناف في مقابلهم، حيث وضعوا أصول فقههم اعتمادا على فروع مذهبهم، فأكثروا من ذكر الفروع لتتضح القاعدة من خلالها.
والله نسأل أن يجعل عملنا لوجهه الكريم، وأن يغفر لنا خطيئتنا يوم الدين، وأن يحيينا على الإيمان به وحده لا شريك له، وأن يميتنا عليه، إنه سميع بصير.
وصلى الله على نبيينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.