Judul | الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية |
Penulis | جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي |
Pentahqiq | – |
Sampul | فني (Hard Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | بيت الأفكار الدولية |
Jilid | 1(مجلد) |
Pembahasan | أصول الفقه |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك اللهم يامن تنزه في كماله عن الأشباه والنظائر، وتقدس في جلاله عن أن تدركه الأبصار، وتحيط به الأفكار، أو تعزب عنه الضمائر، وتأزر بالكبرياء وتردى بالعظمة فمن نزعه واحدا منهما فهم المقصوم البائر. وأشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، شهادة يلوح عليها للإخلاص أمائر، ويبتهج قائلها بأعظم البشائر، يوم تبلى السرائر، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ذوي الفضل السائر صلاة وسلاما نعدهما يوم القيامة من أعظم الذخائر، دائمين ما سار الفلك الجاري ودار الفلك الدائر. أما بعد:
فعلم الفقه بحوره زخرة، ورياضه ناضرة، ونجومه زاهرة، وأصوله ثابتة مقررة، وفروعه ثابتة محررة، لا يفنى بكثرة الإنفاق كنزه، ولا يبلى على طول الزمان عزه، أهله قوام الدين وقوامه، وبهم ائتلافه وانتظامه، هم ورثة الأنبياء، وبهم يستضاء بالدهماء، ويستغاث في الشدة والرخاء، ويهتدى بهم كنجوم السماء، وإليهم المفزع في الآخرة والدنيا، والمرجع في التدريس والفتيا، ولهم المقام المرتفع على زهرة العليا، وهم الملوك. لا: بل الملوك تحت أقدامهم، وفي تصاريف أقوالهم وأقلامهم، وهم الذين إذا التحمت الحرب أرز الإيمان إلى أعلامهم، وهم القوم إذا افتخر كل قبيل بأقوالهم:
وبيض الوجوه كريمة أحسامهم شم الأنوف من الطراظ الأول
ولقد نوعوا هذا الفقه فنونا وأنواعا، وتطاولوا في الإستنباط يدا وباعا، وكان من أجل أنواعه معرفة نظائر الفروع وأشباهها، وضم المفردات إلى أخواتها وأشكالها، ولعمري إن هذا الفن لا يدرك بالتمني ولا ينال بسوف ولعل ولو أني، ولا يبلغه إلا من كشف عن ساعد الجد وشمر، واعتزل أهله وشد المئزر، وخاض البحار وخالط العجاج، ولازم الترداد إلى الأبواب في الليل الداج، يدأب في تكرار والمطالعة بكرة وأصيلا، وينصب نفسه للتأليف والتحرير بياتا ومقيلا، ليس همته إلا معضلة يحلها، أو مستصعبة عزت على القاصرين فيرتقى إليها ويحلها، يرد عليه ويرد، وإذا عزله جاهل لا يصد، قد ضرب مع الأقدمين بسهم والغمر يضرب في حديد بارد، وحلق على الفضائل واقتنص الشوارد:
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
يقتحم المهامة الشاقة، ويفتح الأبواب المرتجة، إذا قال الغبي لا طاقة، إن بدت له شاردة ردها إلى الجوف الفرا، أو شردت عنه نادرة اقتنصها ولو أنها في جوف السماء، له نقد يميز به بين الهباب والهبا، ونظر يحكم إذا اختلفت الآراء بفصل القضاء، وفكر لا يأتي عليه تمويه الأغبياء، وفهم ثاقب لو أن المسألة من خلف جبل قاف لخرقه حتى يصل إليها من وراء، على أن ذلك ليس من كسب العبد، وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء.
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي