Judul | النكت الملاح على دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الإصتلاح |
Penulis | حافظ بن أحمد الحكمي |
Pentahqiq | عبد الرحمن المعلمي |
Sampul | فني (Hard Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | دار الإستقامة |
Jilid | 1(مجلد) |
Pembahasan | علوم الحديث |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الفرد الصمد الواحد القهار المالك المتصرف مقلب الليل والنهار، الخالق، البارئ، المصور، الرازق، ذي القوة المتين، الذي رفع سبع سموات طباقا بغير عمد تسند إليها، وبسط الأرض عل متن الماء وأوقفها بالأطواد، لئلا تضطرب بمن عليها (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) الأعراف 54.
له مقاليد السموات والأرض، فمن شاء أعطاه من فيض خزائنه، ومن شاء منعه، وبيده ميزان العدل، فمن شاء أعزه وأعلاه، ومن شاء أذله ووضعه، لا راد لقضائه، ولا معارض لحكمه، وهو أحكم الحاكمين.
أطلع شموس السنة بحكمته البديعة، فأشرقت أنوارها في سماء الشريعة، فاضمحل بذلك دلس الضالالة، وتنفس صبح الحق المبين.
أحمده سبحانه على تسلسل نعمه التي لا تحصى، وأشكره عل تواتر فضله الذي لا يستقصى، وأسأله الأمن من هول يوم يستوي فيه القوي والضعيف، والوضح والشريف، والغني والمسكين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك القدوس السلام، شهادة صادرة عن يقين صادق، واعتقاد صحيح، لا شكوك تداخلها ولا أوهام، نسأل الله الثبات عليه والعمل بمقتضاها حتى يأتينا اليقين.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله بأبلغ حجة، وأقطع برهان، وخصه بجوامع الكلم، وأنزل عليه القرآن؛ فهو أكرم الأنبياء وخاتم الرسل، وسيد الخلق أجعين، صل الله عليه وسلم عليه وسلم وعل آله وصحبه الذين عرفوا الحق فقبلوه ونصروه، وأنكروا الباطل فردوه وقهروه، فعل بذلك كعبهم ورفعت عند الله درجاتهم، وحفظ الله بهم الدين، وعل أتباعهم الذين نفروا في طلب علوم الدين جماعات وأفرادا، ونقلوا إلينا أصوله وفروعه تواترا وآحادا، وائتلفت قلوبهم عل الحق، واتفقت واجتمعت عل صحة الاعتقاد، فما اختلفت ولا افترقت، وعل تابعيهم وتابعي التابعين.
أما بعد:
فإن أشرف العلوم بعد القرآن العظيم وأعلاها، وأحقها بالبحث والتحقيق وأولاها علم السنة النبوية، والآثار المصطفوية التي هي موضحة للقرآن، ومبينة له، ودالة عليه ومفصلة لمجمله، وحالة لمشكله، وهادية إليه، ولا يتضح هذا العلم غاية الاتضاح إلا بتحقيق فن الاصطلاح الذي هو الآلة المعينة عل تحليله، والدليل المرشد إلى سبيله، فلا وصول إليه إلا بتحقيقه، ولا سبيل إليه إلا من طريقه، ومن رغب عن هذا الفن الجليل، فقد حرم معرفة المدلول والدليل، وفاته خير كثير وفضل جزيل.
وقد جمعت في ذلك جملة مفيدة ونبذة فريدة في ذلك، تشتمل عل المهم من ذلك، وتدل الطالب الراغب في تلك المسالك، وإن كنت – لقصر باعي وقلة اطلاعي – ولا ممن يجول في هذا الميدان، ممن خاضوا غماره، وجمعوا صغاره وكباره، ولكني أحببت أن أقدح معهم [بزندي وأرمي بهمي] ، وأستضيء بنور ما اقتبسوا، وأقتطف من ثمار ما غرسوا، وأنقل ذلك من كتبهم، وأقفو أثرهم؛ تشبها بهم، (فمن تشبه بقوم فهومنهم) ،فرحمهم الله ورضي عنهم
وجعلته عل طريقة السؤال والجواب؛ ليكون أقرب لفهم الطلاب، راجيا من الله جزيل الثواب، وأن يهب في من لدنه رحمة إنه هو الوهاب. وافتتحته بمقدمه تفصح عن تعريف هذا الفن رواية ودراية، وما في ذلك من التصانيف المشهورة، وختمته بخاتمة تشتمل عل فوائد منثورة، وسميته: “دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح”
نسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة، ولوجهه خالصة، وأن لا يجعل لأحد فيها شيئا إنه على كل شيء قدير، والإجابة جدير.
المؤلف
حافظ بن أحمد الحكمي