Judul | الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم |
Penulis | د. أحمد بن عبد العزيز بن مقرن القصير |
Pentahqiq | – |
Sampul | فنى (Hard Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | دار ابن الجوزي |
Jilid | 1(مجلد) |
Pembahasan | دراسة نظرية في الأحاديث المشكلة |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صل الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإن المولى سبحانه أنزل كتابه، ووكل سبحانه بيان كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم، فجاءت السنة شارحة للقرآن ومبينة له، تفسر مبهمه، تفصل مجمله، وتقيد مطلقه، وهي محكمة في ذلك كله، إلا أنه ربما وقع فيها ما يدخل في حكم المتشابه، فربما روي عنه صلى الله عليه وسلم حديثا يوهم معارضة آية قرآنية، وربما روي عنه تفسير آية ما، وفي هذا التفسير ما يوهم معنى مشكلا.
ولما كانت نصوص الوحيين فيها محكم ومتشابه فقد نفذ من تلك النصوص المتشابهة أعداء الإسلام، ليثيروا الشبهات حول القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، تارة بالطعن فيهما، وتارة بالتشكيك وإثارة الشبه حول هما، يريدون بذلك تضليل الأمة، وصدها عن دينها القويم.
إلا أن الله رد كيدهم في نحورهم، فهيأ لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم رجالا أفذاذا من علماء المسلمين، ينفون عنهما انتحال المبتطلين، وتحريف الغالين، فكشفوا زيف تلك الشبه والأكاذيب، وأزاحوا الستار عن خطرها وكيدها، ثم نظروا بعد ذلك في الصحيح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يقع فيها من وهم وغفلة، من رواية ثقات عدول، فأبانوا عللها، وقيدوا مهملها، وأقاموا محرفها، وعانوا سقيمها، وصححوا مصحفها، وبينوا أن نصوص الوحيين حق وصدق، لا تتعارض ولا تتناقض، وقد ألفوا في ذلك تصانيف عدة، اتخذها من جاء بعدهم قدوة، فجزاه الله عنا وعن سعيهم الحميد خير الجزاء، وجعلنا وإياهم عند لقائه من السعداء.
إلا أن الأحاديث المشكلة – التي تتعلق بالتفسير – لا تزال تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحقيق، إذ إن علماءنا –رحمه الله- لم يفردوها بالدراسة مزيد على حدة، وإنما كانت مبثوثة في ثنايا كتبهم، وقد يجد من يقف على بعض من هذه الأحاديث صعوبة في تحريرها، وجمع شتات أقوال العلماء فيها، فتبقى الشبهة عالقة في ذهنه دون جواب، ومن هذا المنطلق أحببت إفراد هذا الموضوع بالتصنيف، وعرض مسائله بالدراسة والتحقيق، على منهج سلفنا الصالح –رضوان الله عليهم- مدعما ذلك بأقوالهم وآراءهم.
ويمكن أجمال أهمية الموضوع، وسبب اختاره في النقاط الآتية:
1. أنه قد ألف في مشكل القرآن، ومشكل الحديث، على حين يفرد بالتصنيف الأحاديث التي ترد في التفسير، وتعد: مشكلة في ذاتها، أو يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم، أو يوهم ظاهرها التعارض فيما بينها.
2. الرد على مطاعن أعداء الإسلام، والتصدي لكل ما يثار حول القرآن الكريم والسنة النبوسة.
3. إبراز عظيمة الوحيين، وخلوهما من التناقض.
4. بيان عناية علماء الأمة بهذا الموضوع.
أسال الله العلي أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به دنيا وأخرى، وأن يكلل جميع أعمالي بالتوفيق والنجاح، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصنف
د. أحمد بن عبد العزيز بن مقرن القصير