Judul | سنن الدارقطني |
Penulis | الحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني |
Pentahqiq | شعيب الأرنؤوط، حسن عبد المنعم شلبي، عبد اللطيف حرزالله أحمد برهوم |
Sampul | فني (Hard Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | مؤسسة الرسالة |
Jilid | 6 (ستة مجلدات) |
Pembahasan | الحديث |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإله إلاّالله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله تعالى أرسل نبيه المصطفى ورسوله المجتبى، محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا، وللثقلين هاديا وسراجا ومنيرا، فيخرجهم بكتاب الله الكريم، وآيات ذكره الحكيم من دياجير الجاهلية الجهلاء، إلى نور الإسلام، الذي طاول سنانه عنان السماء، فانشرحت الصدور لآيات هذا الكتاب العظيم، ودهشت العقول بإعجازه، ولم يكن أمامها إلا التسليم، فانتشر بذلك نور الإسلام، وملأ بقاع البسيطة خيره العميم.
وكانت السنة النبوية المطهرة-على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم-رافدا رئيسا في الدعوة الإسلامية، فالحديث النبوي هو الأصل الثاني للشريعة بعد القرآن الكريم، فكم من آية جاءت فيه مجملة أو عامة، فأتى الحديث الشريف مبينا لها أو مخصصا، وكم من حادثة حدثت في عهده صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل فيها قرآن، فجاء الحديث النبوي بالقول الفصل في تلك الحادثة.
فلهذا كان من البدهي أن يعتني المسلمون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبذلوا جهودهم في جمعه وحفظه وقد هيأ الله تعالى للسنة النبوية حفاظا عارفين، وجهابذة عالمين، أفنوا أعمارهم في خدمته، وصرفوا أوقاتهم في حفظها وتدوينها، وتبيين صحيحها من ضعيفها، فنفوا بذلك عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
ومن هؤلاء العلماء الأفذاذ الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت385ه) رحمه الله تعالى، فقد صنف كتبا كثيرة، خدمة للسنة النبوية ومنها كتابه (السنن) حيث فيه الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمضطربة والمعلة، مرتبة على الأبواب الفقهية، مع بيان عللها واخطلاف طرقها وألفاظها، وإيراد الموقوفات والمقطوعات من فتاوى وغيرها، فقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والدارقطني صنف “سننه” ليذكر فيها غرائب السنن، وهو في الغالب يبين حال ما رواه، وهو من أعلم الناس بذلك).
وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.