Judul | براءة الصحابة الأخيار من التبرك بالأماكن والآثار |
Penulis | ربيع بن هادي عمير المدخلي |
Pentahqiq | – |
Sampul | غلاف (Soft Cover) |
Kertas | أبيض (Putih) |
Penerbit | دار المنهاج |
Jilid | 1(مجلد) |
Pembahasan | العقيدة |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد اطلعت على كتاب للدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القاري، سماه بـــــــــ(الآثار النبوية بالمدينة المنورة ووجوب المحافظة عليها وجواز التبرك بها)).
وهذا فيما يبدو لي أن من بواعثه حب النبي صلى الله عليه وسيم لكن هذا الحب جر القاري ومن على مذهبه في التعلق بها والحث على تتبعها والتبرك بها، والحق أن حب الله وحب أنبيائه ورسله والمؤمنين أمر أوجبه الله وشرعه لعباده، والله تعالى يحب لذاته، والأنبياء والرسل والملائكة والمؤمنون يحبون من أجل الله.
لكن هذا الحب قد ضبطه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتوسط والإبتعاد عن الغلو، والغلو: هو الزيادة في الأشياء عما شرعه الله وحدده.
فالمؤمن يحب الله تعالى، ويقبل على عبادته من صلاة وصيام وذكر وغير ذلك.
فإذا زاد في هذه العبادات عما شرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الله وحبا فيه، اعتبرت هذه الزيادة غلوا، ولو كان باعثها حب الله وطلب الزلفى لديه.
فالذي يحب الله ويخشاه لا بد أن ينضبط بهدي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته في عبادته لله المعبرة عن حبه وخشيته لله عز وجل، فإن زاد عن ذلك كانت هذه الزيادة مؤذنة عن رغبته عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله بريء من هذا الغلو.
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجب الواجبات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده والناس أجمعين))
ومع ذلك فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إطرائه فقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)).
ولما قال بعض أصحابه: أنت سيدنا وابن سيدنا، قال صلى الله عليه وسلم: ((قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان)).
فهذه بعض الضوابط التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لضبط هذا الحب قولا كان أو فعلا.
وللزجر عن الغلو المهلك الذي أهلك من قبلنا قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والغلو في الدين، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)).
ومن الغلو الذي أخلك اليهودي والنصارى: قول اليهود: عزير ابن الله، وقول النصارى: المسيح ابن الله أو هو الله أو ثالث ثلاثة.
ومن غلوهم المهلك، اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد، قال صلى الله عليه وسلم: ((لعنة الله على اليهودي والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).
ومن غلوهم المهلك: تتبعهم لأثار أنبيائهم وجعلها كنائس وبيعا.
فمن غلا من هذه الأمة في عبادته لله، أو تعظيم رسول اله أو غيره من الأنبياء والصالحين فغنما سلك طريق اليهودي والنصارى الباطل المؤدى إلى الهلاك.
وإني لأرى الدكتور عبد العزيز القاري في كتابه هذا قد خرج عن هذا المنهج الوسط فكتابه هذا دعوة صارخة إلى الغلو الذي سلكه أهل الكتاب فهلكوا بسببه، فماذا يريد عبد العزيز القاري؟!.
الظاهر أنه لا يريد إهلاك أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه أتي من جهله بهذا المنهج أو من غفلته ونسيانه له إن كان قد فهمه واستوعبه من دراسته للمنهج السلفي فأنساه الشيطان ذكره.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المؤلف
ربيع بن هادي عمير المدخلي