Judul | الحكمة من إرسال الرسل |
Penulis | عبد الرزاق عفيفي |
Pentahqiq | – |
Sampul | غلاف (Soft Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | دار الفرقان |
Jilid | 1(مجلد) |
Pembahasan | العقيدة |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الإنسان قد يقصر عقله في كثير من أحواله وشؤونه عن التمييز بين الحسن من الأفعال وقبيحها، ونافعها وضارها، وقد يعجز عن العلم بما يجب عليه علمه، لأنه ليس في محيط عقله ولا دائرة فكره، مع ما في علمه به من صلاحية وسعادة، كمعرفته بالله واليوم الآخر والملائكة تفصيلا، فكان في ضرورة إلى معين يساعده في معرفة ما قصر عنه إدراكه، أو عجز عنه فهمه، ويهديه الطريق في أصول دينه.
وقد يتردد الإنسان في أمر من شؤون حياته وتملكه الحيرة فيه، إما لعارض هوى وشهوة وإما لتزاحم الدواعي واختلافها، فكان في أشد الحاجة إلى من ينقذه من الحيرة، ويكشف له حجاب الضلالة بنور الهداية، ويخرجه من الظلمات إلى النور، ويكمله بمعرفة ما عجز عنه قكره وفهمه، ويوفقه على حقيقة ما تردد فيه أو عجز عنه عقله، ويدفع عنه غائلة الألم والحيرة، ومضرة الشكوك والأوهام.
إن تفاوت العقول والمدارك، وتباين الأفكار، واختلاف الأغراض والمنازع، ينشأ عنه تضارب الآراء وتناقض المذاهب، وذلك مما يفضى إلى سفك الدماء، ونهب الأموال، والإعتداء على الأعراض، وانتهاك الحرمات، وبالجملة ينتهى بالناس إلى تخريب وتدمير، لا إلى تنظيم وحسن تدبير، ولا يرتفع هذا إلا برسول يبعثه الله بفصل الخطاب، ليقيم به الحجة، ويوضح به المحجة، فاقتضت حكمة الله أن يرسل رسله بالهدى ودين الحق، رحمة منه بعباده، وإقامة للعدل بينهم، وتبصيرا لهم بما يجب عليهم من حقوق خالقهم وحقوق أنفسهم وإخوانهم، وإعانة لهم على أنفسهم، وإعذارا إليهم، فإنه لا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل، وأنزل الكتب.
وصلى الله على نبينا محمد وإخوانه النبيين والمرسلين ومن اهتدى بديهم وسلك منهجهم القويم.
كتبه
عبد الرزاق عفيفي