Judul | أحكام تمني الموت |
Penulis | د. سليمان بن محمد بن علي الدبيخي |
Pentahqiq | – |
Sampul | فني (Hard Cover) |
Kertas | شموا (Kuning) |
Penerbit | مكتبة دار المنهاج |
Jilid | 1 (مجلد) |
Pembahasan | العقيدة |
Muqoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، والإنسان فيها للسقم والوصب، والنكد والكبد، إن في دينه أو في دنياه، فالصالحون من عباد الله يبتليهم الله تعالى ليرفع درجاتهم ويعلى منازلهم، إنهم صبروا واحتسبوا.
والطالحون كذلك يبتليهم الله تعالى تطهيرا لهم، وتكفيرا لسيئاتهم…
وهؤلاء وأولئك معرضون أيضا لأنواع من الفتن والمصائب والبلايا العامة، التي تصيب الأمة الإسلامية فتن متتابعة متشابكة، آخذ بعضها بحجز بعض، فتن يرقق بعضعا بعضا، فما فنا إن يفيق الناس من فتنة أو مصيبة أو بلية إلا وتعقبها فتنة أخرى ومصيبة عظمى، تنسى ما تقدمها من الفتن والمصائب…
وفي ظل هذه الظروف والنتغيرات، والبلايا والنكبات، التي تلحق الشخص في خاصة نفسه أو تلحق أمته ودينه فتلحقه حينئذ باعتباره جزءا يتجزأ من هذه الأمة الإسلامية-هل يجوز للإنسان أن يتمنى الموت أو يدعو به، سواء أكان ذلك هروبا من الواقع الذي يعيشه أو خوفا على نفسه ودينه من الفتن أو لغير ذلك من الأسباب، خاصة وأن تمنى الموت والدعاء به مأثور عن بعض سلف هذه الأمة من الصحابة فمن دونهم، مع ما نعلمه من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تمنى الموت في أحاديث صحيحة ثابتة؟
هذا ما حاولت إلقاء الضوء عليه في صفحات التالية، محاولا تحرير هذه المسألة، وبيان حكمها من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مستنيرا في ذلك بما وقفت عليه من كلام أهل العلم والفضل، ومستعينا في ذلك كله بالله تعالى.
وقد اقتضت طبيعة هذا البحث تقسيمه إلى ثلاثة مطالب وتتمة وخاتمة، يلى ذلك فهرس للمراجع وآخر للمحتويات.
والله تعالى أسأل أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصا، ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم موافقا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المؤلف
د. سليمان بن محمد بن علي الدبيخي