Judul | من أخلاق النبي الخشوع وأثره في بناء الأمة |
Penulis | سليم بن عيد الهلالي |
Pentahqiq | – |
Sampul | غلاف (Soft Cover) |
Kertas | شمواة (Kuning) |
Penerbit | دار ابن الجوزي |
Jilid | 1(مجلد) |
Pembahasan | الأخلاق |
Mukoddimah |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
فإن الأخلاق الفاضلة من عناصر بقاء الأمم قوية عزيزة، لأنها أصل تقوم عليه أوامر الله في النفس الإنسانية، فإذا طوعت هذه النفس على الخلق الكريم، والسلوك القويم، فإنها لا شك راغبة في تعظيم شعائر الله، والتزام منهجهم.
والأخلاق الكريمة صلب الشريعة، وجماع الدين الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فلا بد من من تحقيقها في النفوس المؤمنة حتى تفلح وتقوم على أمر الله.
إن التقوى هي معين الأخلاق الفاضلة، تمدها فترى غضة طرية في حياة المؤمنين.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وأتقاهم لله، وأعلمهم به.
وبذلك تكون الأخلاق الطيبة هي التقوى التي تحجب المؤمن عن حرمات الله، وتعظم في قلبه شعائر الله، فيراها المؤمنون خيرا ونماء وبركة في حياة المجتمع الرباني.
ومما يؤكد هذه البدهية، ويدفع أوهام بعض الناس –الذين نصبوا أنفسهم دعاة لإعادة دولة الخلافة الراشدة –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).
حيث بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إحدى مهماته هي إرسال قواعدمكارم الأخلاق وإتمام صالحها، وبيان معاليها.
ألا يدل هذا كله على أن للأخلاق دورا هاما في إنشاء مجتمع الخلافة الراشدة، وأثرا بارزا في استئناف الحياة الإسلامية.
وبذلك فالأخلاق التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ربانية من حيث مصدرها وغايتها، فمصدرها الوحي الإلهي: وقرآن وسنة، وغايتها الله- جل جلاله.
ولذلك كانت الأخلاق في تصور خير القرون عقيدة، فتبوأت في حياتهم مكانا عليا، فكتب التاريخ سيرتهم بحروف معطرة، تفعم الحياة على مر عصورها وكر دهورها فضيلة وخيرا، وصلاحا، إصلاحا.
ولكن خلفت خلوف اتبعوا الشهوات، وتخطفتهم الشبهات!! فنظرت، فرأيت أن مشكلة الأم الإسلامية هي مشكلة عقيدة وخلق، فعمدت إلى المشاركة في حلها، فوضعت بين يدي المسلمين بضعة وعشرين رسالة تربوية سلفية المنهج راجيا من الله-عز وجل-أن تكون باعثا لفقه الأخلاق من مرقده، ومجددا له في مساره الصحيح الذي عمقه السلف الصالح ممارسة في الدنيا الناس.
لذلك ينبغي على كل داعية على بصيرة أن يعطي قضية الأخلاق اهتماما كبيرا، ولكن ليس على حساب العقيدة والفقه!! فالعالم الرباني من أعطى كل ذي حق حقه.
ولقد رأيت بالتتبع والاستقراء: لآي القرآن وحديث رسول الله الصحيح، وأقوال المربين الربانيين من السلف الصالح أن الخشوع قاسم مشترك بين الأخلاق والعقيدة والعمل، يغذوها بالخشية لله فتؤدى مقصودها في التفس والقلب معا، فأفردته برسالة مستقلة، وها هي بين يديك تنقلك في أفواف الخشوع، فدونك الهدي فشارك.
وأسأل الله العلي العظيم البر الرحيم أن ينسأ في أثي، ويبارك في عملي، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، مبرأ من أعراض الدنيا الفانية، لا رياء فيه ولا سمعة، ويدخر لي ثوابه إلى يوم لقائه، ويكتبه في صحائف حسناتي ويتقبله بقبول حسن نصرة لدينه.
وكتبه
سليم بن عيد الهلالي